ماذا وراء المخاوف ؟

ماذا وراء المخاوف ؟

تقوم تجربتنا الأرضية على اختبار المشاعر، ومن بينها شعور الخوف، فالروح جاءت لتختبره. غير أننا بأنفسنا نرفض هذا الشعور ونقاومه 

في حقيقتها، المشاعر هي بمثابة ناقوس خطر، فكلما زادت مخاوفنا، دق هذا الناقوس لينبهنا إلى ضرورة الالتفات لحالتنا النفسية والجسدية. وإذا لم نفعل، فإننا نقع في مشاكل كثيرة ومتعددة. عندما نستمر في إخفاء الخوف، يصل إلى درجة الرعب : خوف من موت الأبناء، من ركوب الطائرة، من عنكبوت… كلها تراكمات ناتجة عن تجاهل دقات ناقوس الخطر في البداية

stress-2902537_1280

وراء هذه المخاوف تختبئ أقنعة عديدة. عندما نجمد مشاعرنا، فإنها لا تزول، بل تبقى عالقة في الداخل. نحن من نغلق « طنجرة الضغط » عليها، لكن مع مرور الوقت تنفجر تلك المشاعر وتظهر في مواقف وحالات بسيطة، حيث لا يفترض أن يكون تفاعلنا معها بتلك الدرجة 

لفهم ما يحدث، من المهم أن نعرف أن لدينا ثلاث مناطق في العقل : العقل السحلي وهو موجود في أسفل الرأس، العقل المشاعري، والعقل الجديد الموجود في منطقة الجبهة أو الناصية، وهو عقل الإنسان الناضج، الحكيم، القادر على إدارة مشاعره بوعي 

الشخص الذي يتعلم منذ صغره كيف يستمع إلى مشاعره، يتقدم في السن وهو قادر على إدارتها. بينما من لا يجيد التحكم فيها، فإن عقله الجديد يتوقف عن العمل، ويأخذ « العقل السحلي » مكانه، مما يعيده إلى الفطرة الحيوانية. لذلك، فكل شخص يجب ومفروض عليه أن يتعلم إدارة مشاعره

وراء كل شعور مكبوت، توجد احتياجات عميقة وأساسية غير محتوية. وعدم تلبيتها هو ما يجعل الإنسان غير قادر على إدارة مشاعره. كما هو حال أغلب الرجال. لذلك، عند حدوث أي مشكل، نجد الرجل إما ينفجر ويفرغ مشاعره فجأة، أو يختار الهروب ويصمت تماما لأنه عاجز عن فعل أي شيء

في الحالتين هو شخص جد ضعيف، لأن وراءه أطفالا داخلية مجروحة. والأمر ذاته ينطبق على المرأة التي تملك نفس هذه المواصفات. رغم أن أغلب النساء لديهن نضج عاطفي عالي،  نتيجة للمجتمع الذكوري الذي أجبرهن على ذلك 

عندما تسيطر المخاوف على الإنسان، تنخفض تردداته، ويقع في المناطق السفلية. فيصبح التحكم به من السياسات الخارجية جد سهل ويصير عرضة لكل الطاقات المنخفضة : سحر، عين، حسد، نميمة… كل ذلك يهجم عليه لأنه في طاقة مخاوف

depression-4782696_1280

من هنا، يصبح الاشتغال على المخاوف ضرورة لتحريرها من الجذر. وعلى رأس هذه المخاوف، نجد الخوف من الموت هو الأكثر انتشارا بين الناس، وإن اختلفت درجته من شخص لآخر

دورة أسرار دورة الحياة والموت تعالج هذا الخوف من جذوره، في حين يساعدكم الاستماع لماستر كلاس قوى النور وقوى الظلام على نسف المخاوف المرتبطة بالمستقبل بالخصوص

Tags:
12 Comments
  • مريم حاجي
    Posted at 14:09h, 01 août Répondre

    شكراااا شكراااا شكراااا مقالة في غابة العمق

  • Asmae Ait amghar
    Posted at 18:01h, 01 août Répondre

    شكرا لكرمك وتنويرك لينا مقالة جد مفيدة 🙏🏻❤️💎

  • Hanene Aibeche
    Posted at 19:46h, 01 août Répondre

    شكرا ♥️♥️♥️

  • El brigui hanane
    Posted at 00:33h, 02 août Répondre

    شكرا جزيلا مقالة روعة وغالبا هذا احساس يؤرقني ممتنة دائما تنورينني بنورك وبعلمك الصادق

  • Naima Boumzough
    Posted at 11:34h, 02 août Répondre

    شكرا استمتعت واستفدت من المقالة

  • Halima Habibi
    Posted at 18:12h, 03 août Répondre

    مقالة رائعة شكرا جزيلا حبيبتي مريم

  • Saida Marhali
    Posted at 21:43h, 03 août Répondre

    كل الشكر والامتنان لروحك غاليتي معلمتي الروحية على هذا المقال الرائع ،،حكم ،ذرر،وعي وارتقاء وتنويرات لاتقدر بثمن ،،،مقالة تختصر موروثاتنا عن شعور الخوف ،،فما بالك بالدورة المعجزة الشفائية النورانية الطاقية ،،سحر في التنظيفات والتحرر والنسف لكل مالايخدم ارواحنا فى الارتقاء إلى الحب وبكل حب نور ،،،
    دمت نبراس الحب والنور والسلام لكل الارواح التي تبحث عن كينونتها واصلها الحقيقي والرجوع الى النور الالاهي،،والحب الالاهي ،،،

  • فاطمة مسلمو علوي
    Posted at 00:22h, 04 août Répondre

    ممتنة ليك استاذتي مقالاكثر من راءع

  • Hassiba djemai
    Posted at 06:03h, 04 août Répondre

    شكرا مقالة عميقة جدا

  • fatima Elouihiaoui
    Posted at 21:42h, 04 août Répondre

    الخوف من الخطأ والخوف من الفشل الخوف من التقدم في العمر اكثر الاشياء التي تسيطر علي .ممتنة لك استاذة على هذا المستر الذي جاء في وقته

  • خولة الحسني
    Posted at 19:19h, 05 août Répondre

    صراحة مقالة غنية و هي ايضا تنظيف و وعي و طاقة و خريطة طريق لرؤية المخاوف انت كريمة العطاء صادقة و محبة معلمتي ❤️ مريم شكراااااا

  • Mina Er-rmili
    Posted at 11:15h, 07 août Répondre

    ممتنة لكرمك معلمتي ومرشدتي….ربي لك الحمد والشكر…منذ أن دخلت معك إلى طريق النور قلت مخاوفي التي كانت لا تعد ولا تحصى…أنا مستمتعة معك في هذه الطريق واجتهد حسب الوسع ديالي من أجل التنظيفات والالتزام بإذن الرحمن….الله يحفظك ويحميك ويشفيك يارب العالمين…ممتنة

Post A Comment