الجنس الواعي

الجنس الواعي

كان  الإنسان و ما يزال  يتخبط  في موضوع الجنس  بسبب عدم إدراكه ووعيه بهذه الطاقة الغريزية. لقد كان  يتجرع العذاب والمعاناة بسبب احتياجه للجنس ، أو بسبب عجزه عن الوصول إلى النشوة   دون أن يتوقف للحظة متأملا ، و متسائلا ، وباحثا عن سر هذه الطاقة الأزلية ؛ فكيف يُعقل أن يتواجد الإنسان في هذا العالم دون أن يبحث عن حقيقته ويغوص في معانيها ؟

حان الوقت لننفتح على حوار  يتشارك فيه الكل لإعادة التعريف والوعي بالجنس، حينها سنضع حدا لمعاناتنا الجنسية في هذا العالم ، وسنرقى بالجنس إلى مستواه الكوني بالمفهوم  الإلهي، وسنتمكن من التسامي عنه وتحويله الى جنس روحاني واعي

d-ng-h-u-CCjgYjUudxE-unsplash

وقد انطلق الإنسان باحثا عن سر  الطاقة الجنسية بسبب معاناته ، وعذاباته شبه اليومية  وويلاته من فوران هذه الطاقة بداخله ؛ التي اعتبرها معاناة جماعية لا فردية، خاصة في صفوف الشباب.

أما آن لنا أن نضع حدا لهذا الكبت ،  ونبحث عن حقيقة هذا الجنس و ماهية هذه الطاقة الجنسية ؟

 في هذا المقال  سنتطرق الى نوع آخر من الجنس وهو مختلف تماما عن الجنس من منطلق الايجو الذي تبرمجنا عليه 

هو الجنس الواعي سواء مع ذواتنا او مع الشريك  وذلك بطريقة واعية  ، و سنشير أيضا ما يعيق الوصول إلى هذا النوع من الجنس من معتقدات كثيرة لا أساس لها في الصحة الجسدية ، والنفسية ، والعقلية ، كما سنتحدث باختصار عن  سمات الإختلاف بين الرجل و المرأة في علاقتهم بالجنس

أولا  الوعي الجنسي يجعل الشخص يتحرر من المعتقدات المعيقة ، ويخرج من البندولات ومن الوعي  الجمعي الذي يحكم حياته دون وعي منه ، سيصبح قادرا على يُجلّي في واقعه  شريكا من نفس تردداته في العلاقة الحميمية  ، فيكون بذلك التكامل بين  المرأة والرجل 

 عندما  يستوعب الشخص و يُجرّب الجنس الواعي ترتفع ذبذباته، وقتها  إما سيجلب من يشبهه ويتكامل  معه ، أو سيبعد عنه كل من ليس في نفس طاقته وتردداته العالية ووعيه في العلاقة الحميمية  .

المعتقدات المعيقة للجنس الواعي 

إن فهم الاختلافات النفسية وإدراك تأثير المعتقدات ،التي يحملها كل طرف ،  على درجة الإستمتاع و على  الوصول إلى النشوة ،  سيساعد الكثير من الزيجات على التمتع بالعلاقة الحميمية 

نذكر هنا بعضا من المعتقدات المعيقة للجنس الواعي على سبيل المثال لا الحصر لأنها كثيرة و متفرّعة :

 ـ الشهوة الجنسية للمرأة أقل من الشهوة الجنسية للرجل 

ـ الرجل أكثر قوة جنسيا 

ـ المرأة لا تستطيع  الوصول إلى  الشهوة إلا نادرا لوجود معتقد أنها  باردة جنسية

ـ  العلاقة الحميمية هي إيلاج القضيب في الفرج

ـ العلاقة الحميمية أثناء الحيض والنفاس محرمة لأن المرأة تكون نجسة وهذا يمنع الرجل من الاقتراب من المرأة ، بل يصل إلى التقزز و النفور منها في هذه المرحلة  ، وقد ينتج عن هذا خيانات زوجية للأسف تكون مبرّرة من طرف الرجل لاعتقاده أنه مُنِع من الاستمتاع مع زوجته  أثناء  فترات  الحيض والنفاس ، ولأن الرجل يعتبر الجنس  أولوية من أجل راحته فهو يخرج باحثا في الخارج ليلبي احتياجاته الغريزية

ai-generated-8573655_1280

رغم أن الصحيح في هذه المرحلة أن المرأة تحتاج  الاحتواء والحب  من الذكور عموما سواء  من الأب أ و  الزوج 

لأنها في مرحلة صعبة ، فهي تكون ضعيفة أثناء الحيض والنفاس بسبب هرموناتها التي تؤثر عليها  نفسيا ، وجسميا ، وطاقيا

عقلية المرأة والرجل في الجنس 

من خلال هذا المقال سنتعرف ايضا  على عقلية المرأة و عقلية الرجل في الجنس . 

فنظرا للاختلافات الكثيرة بين المرأة والرجل ،  في الجنس أيضا لديهم اختلافات ، فلكل شروطه و قوانينه التي تحكم العلاقة ، سواء كان واعيا بذلك أم لا  

من خلال فهم الوعي الجنسي  قبل الزواج  سيتفادى الناس الواعون جنسيا من تجلي أشخاص مرضى نفسيين في حياتهم ،  يحملون معتقدات كثيرة عن الجنس تعيق من تطور العلاقة  من أجل استمتاع الطرفين . 

لأن الوعي الذكوري لمدة عصور  جعل  المرأة  مستعبدة جنسيا ، فهي فقط للجنس الذكوري  مكان القمامة لمني الرجل ،  فطمس معالم الشهوة  عند المرأة  و أطفأ شعلة الرغبة في الاستمتاع لديها ، نظرا لتحكم الرجل بها على حسب رغباته ، وافكاره ، ومعتقداته 

وايضاً  لاننسى معتقداتها هي بحد ذاتها  عن جسمها ، و عن تركيبتها الفيزيائية و تطورها الجنسي ، فجهلها بكل هذه التفاصيل يجعلها عرضة للتهم و يؤكد بعض المعتقدات الذكورية من قبيل أن المرأة باردة جنسيا و أن حاجتها للجنس أقل من حاجة الرجل .

nathan-dumlao-_-prYEEf0v4-unsplash

وايضاً  لاننسى معتقداتها هي بحد ذاتها  عن جسمها ، و عن تركيبتها الفيزيائية و تطورها الجنسي ، فجهلها بكل هذه التفاصيل يجعلها عرضة للتهم و يؤكد بعض المعتقدات الذكورية من قبيل أن المرأة باردة جنسيا و أن حاجتها للجنس أقل من حاجة الرجل . 

 نضيف أن  ميكانيزمات الجنس عند المرأة عكسها عند  الرجل ،  فالرجل  يمارس العلاقة الحميمية ليرتاح من خلالها ، أما المرأة  ، فلابد لها من توفر الراحة النفسية ، و العاطفية ، و  الجسدية للدخول في العلاقة الحميمة  . من خلال دراسات و بحوث في  جامعات كبيرة أمريكية ، و  إنجليزية ، واسترالية  أثبتت  أن  المرأة شهوتها اقوى من الرجل سبع مرات و هذا ينسف أكبر معتقد معيق في مجتمعنا أن المرأة أقل شهوة من الرجل في الجنس

الفرق بين الجنس الواعي والجنس الايجوتيكي

 

الجنس بالايجو 

يرتبط بالنفس  و هو مثل كل  الشهوات الأرضية من أكل ، و  سفر ،و استمتاع ،و  ضحك  ، هي شهوات وقتية نابعة من الإيجو 

ولأن الايجو يرتبط بمشاعر منخفضةً من توتر ، و عار ، و خوف ، طوال الوقت  ، ولكي يخفف عنه  الضغوطات الحياتية والتوترات ، يلجأ للشهوات لتفريغ ضغوطاته خاصة ايجو الرجل وعقليته ونفسيته 

الجنس الايجوتيكي الغير الواعي يكون فيه التكرار ويكون ميكانيكيا ، وتنقصه المداعبات والمقدمات ، ولا يعيش الشخص الحضور والوعي أثناء العلاقة الحميمية ، هي علاقة تنقص بل تكاد تغيب فيها العاطفة ،خلال هذا النوع من الجنس يكون الطرفين في توتر،  وفي تفكير ، و في شرود ذهني : طرف يسارع الوقت من أجل إنهاء الجولة بتحقيق القذف ، و طرف آخر  في استسلام وخضوع إما طاعة ، أو خوفا ، من عدم إرضاء الطرف الأول .  هنا يتسلط الايجو بالتعب الجسدي  بدون مشاعر عالية.

لهذا فالمرأة لا تتحمل الجنس الإيجوتيكي ، لأن أهم شروط لديها للدخول في علاقة حميمية هو الراحة ، و السكينة ، و الهدوء ، هي تحتاج ذبذبات عالية من حب ، و احتواء ، من أجل الاستمتاع و الوصول إلى الراحة الجسدية ، و النفسية ، و العقلية

gender-6188940_640

الجنس الروحاني او الواعي

 هو جنس  عالي ومستواه الطاقي عالي جدا . إذ ليس الهدف من الدخول فيه هو تفريغ  الشهوات والتقاء الأجساد ، بل هو لقاء الأرواح الحاضرة  طيلة اليوم ، هي لحظات العشق الروحانية،  هي الوله و الهيام ، هي تلك اللحظات التي تكون فيها الأرواح في لقاء دائم قبل تلاقي الأجساد ، هي لحظات تحدث عنها العارفين والعاشقين لله مثل الحلاج  وابن العربي وهي لحظة العشق 

 فمثلا في  مجتمعاتنا الحاضرة هو ذلك الاهتمام ، والاحتواء طوال اليوم والأسبوع والشهر ، لحظات فيها الحب والهيام الروحي وكأنك في علاقة حميمية روحية دون التماس الأجساد ، عبر الاطمئنان عن الطرف الاخر لإشعاره بالأمان بعبارات  الحب و السؤال عن الأحوال ، هو التواصل بين الزوجين بالكلمات الطيبة والتفاهم 

هنا الأرواح  والقلوب تتلاقى ، و الشاكرات تتّصل عبر جسور طاقية كلها نور و حب 

هي لحظات  التخاطر الروحي ، هو الحب  لروح الشريك ، لأن روحه من روح الله الإله 

هذا هو الجنس بالمفهوم الإلهي

بكل حب و نور 

فريق التحرير 

أكاديمية النور مريم العازم 

Tags:
16 Comments
  • Hanene Aibeche
    Publié à 08:33h, 09 mai Répondre

    نحن بعيدا كل البعد عن هذا الجنس الواعي اللي كلو حب و احتواء وكلام طيب للأسف كل الشكر والتقدير لك على مجهوداتك استاذه♥️

  • Meryem hadji algerienne
    Publié à 21:50h, 13 mai Répondre

    يالله على المفهوم الحقيقي للجنس يالله والله بفضلك معلمتي بفضل دوراتك الطريق للنور وموازنة طاقة الانوثة والذكورة بأسماء الله الحسنى وبفضل السناريوهات في دورة العقل بدأت اتذوق معنى الحقيقي لكل شي شكرااااا

  • سكينة
    Publié à 13:15h, 16 mai Répondre

    شكرا مريوووومة الغزالة و الله المقال قاسني بزاااااااااااففففف و بالنسبة لشعور المرأة حقيقي يلا مكانش عاطفة ميمكنش تستمتع شكرا حبيبتي ♥️♥️♥️♥️♥️♥️ الله ينورك

  • خديجة معيشي
    Publié à 13:23h, 16 mai Répondre

    شكرا على الكلام الجميل الرائع

  • ناصر حسناء
    Publié à 13:42h, 16 mai Répondre

    والله دمعت عيني وانا اقرأ هدا المقال لااعرف السبب بالضبط هل هو تنضيف أو انني افتقد هدا الحب التي تحدتتي عنه في الجنس الواعي او طاقة كلامك استادة مريم شكرا شكرا من كل قلبي وممتنة لله انني تعرفت عليك ودخلت لطريق النور واخترت الاستثمار على نفسي ك

  • Ben salem imane
    Publié à 13:45h, 16 mai Répondre

    مقال بحجم دورة كاملة كمية المعلومات التي يحملها بين طياته بصراحة معلومات صادمة للوعي الجمعي الحمد لله اني استثمرت في دورة اسرار الوعي الجنسي و المحاضرة ممتنين لكرمك يا الله شكرا أستاذة مريم كل الحب و النور لروحك الطيبه

  • ن ك
    Publié à 13:57h, 16 mai Répondre

    جنس واعي باتم المعنى واو شعور رباني مزيج بين الانثى والذكر واو هل من مزيد استقبل شكرا ملهم كثير هاد المقال امتن فعلا احبك

  • Fatima hakkaoui
    Publié à 14:46h, 16 mai Répondre

    كلمة حق قليلة في حقك أستاذة مريم. و الله كمية النور اللي كتسلطيه على ظلامنا كثير جدا جدا. بعد قراءتي للمقاول انبهرت لجميع المعتقدات الخاطئة التي أحملها كلها دون استثناء. ولا معلومة عن الجنس عندي صحيحة. كم نحن مزيفون واو. هذا غير المقال و ما دار فيا! في انتظار الدورة بإذن الرحمان.. برافو عليك أستاذة أنت تنقدين البشرية.. و أضيف أيضا أن هذا المقال وجدت فيه إجابات التساؤلات كنت قد طرحتها مسبقا و لم أنتبه حتى أنني كنت قد طرحتها من قبل. فقط عند قراءتي المقال تذكرت. كلي شكر و امتنان. جوهرة العصر

  • Samira lalouf
    Publié à 17:49h, 16 mai Répondre

    حقا مفهوم عميق وراقي للجنس لا طالما كنت أعتبر الجنس زهرة أو فاكهة يتم جنيها بعد نضج تطلب الكثير من الاهتمام والتقدير وانسجام الأرواح مما يجعلك تتذوق حلاوة ونكهة الفاكهة المميزة بمذاقها الخاص💓💓

  • MASMOUDI FATIMA
    Publié à 02:03h, 17 mai Répondre

    سبحان الله لا علاقة للحقيقة بما غرسه الوعي الجمعي في العقول زادك الله نورعلى نور أستاذتي الفاضلة ونورنا الله وإياكم كل الحب وشكرا والتقدير ممتنين لكي والفريق الرائع

  • Hasna omary
    Publié à 08:29h, 17 mai Répondre

    السلام عليكم، كل الحب والامتنان معلمتي

  • Ait Lemqeddem fatima
    Publié à 15:38h, 17 mai Répondre

    سلام عليكم
    ممتنة لكي أستاذتنا الغالية و لجميع فريق الأكادمية
    سؤال: هل الدورة فيها معلومات عن العادة السرية و طرق التخلص منها؟
    شكرا

  • علباب بشرى
    Publié à 16:04h, 17 mai Répondre

    شكراً لي مريم الحمدلله رائع جدا اولا مرة اسمع هذا الكلام عن الجنس كنا عايشين بندولات ومعتقدات

  • Fadoua Boudra
    Publié à 12:59h, 18 mai Répondre

    مع الأسف استاذتي التربية الجنسية والجنس عموما في .مجتمعنا العربي والمغربي خصوصا منعدم تماما.
    والزواج كمؤسسة او خلية الاسرة الأولى يكون الهدف منها
    ارضاء الرغبات الجنسية او خدمة الزوج لتوفير المسكن .والماكل وانجاب الأطفال.
    هنا تحصر مهام المرأة ،ليس هناك لا جنس واعي وإنما اغتصاب داخل مؤسسة الزواج .
    شكرا استاذتي لأنك تضعين الإصبع فوق الجرح ،وتحاولين جاهدة رفع الوعي والتنوير .

  • Boukaddid fatima
    Publié à 23:05h, 18 mai Répondre

    كلمات من أنغام الربيع كلها إحساس ومشاعر الحب الصادق والإهتمام من الرجل لزوجته
    كم أتمنى لعقول الرجال أن يستوعبوا هذا ويمحون تلك العطرية السلطوية المريضة لتهدأ النفوس وتنير البيوت الزوجية

  • Er-rmili Mina
    Publié à 23:03h, 23 mai Répondre

    تجربتنا الأرضية سهلة وتسري سريان الماء سبحان الخالق، ونحن نعقدها بالوعي الجمعي والأفكار والمعتقدات وشهوات أنفسنا . ممتنة لك معلمتي وللفريق

Poster un commentaire