24 Sep العلاقات السامة
كيف تعيش الضحية داخل علاقة سامة ؟
عندما يشعر المتضرر من العلاقة السامة بضيق في النفس في أغلب الأحيان ، وإحساس مؤلم في جسده ورغبة شديدة في التحدث مع أحد مقربا جدا إليه يثق فيه، ليفرغ هذا الإحساس المسمى « بالتسمم المعنوي » الذي تعيشه الضحية في شكل عبارات تعكس مقدار الألم الذي يؤثر سلبا على سلوكه، ويقوده للإحباط وعدم الإنجاز.
هذه العبارات سامة لعدة أسباب، منها: احتواؤها على جمل غير صادقة ، محشوة بالكذب والادعاءات التي تؤكد سلبية الضحية ، وأيضا الحرص على هزّ ثقة الضحية والانتقاص من قدره، والهدف تدمير إنجازاته وعدم احترام قدراته، والتقليل من شأنه أينما تواجد
صفات الشخصية « السامة » أو المؤذية
من صفات الشخصية « المؤذية »: أنها حقودة ومنافقة ومخادعة، معسولة الكلام ذات فضول، لا تكل ولا تمل، وتحرص على الاستمرار في استنزاف طاقة الآخرين ، عكس العلاقات الصحية حيث يعطي فيها كل شخص الآخر حرية التعبير عن رأيه، ويساند كل منهما الآخر في اتخاذ القرارات ودعمها، دون لوم أو إشعار بالذنب أو التقصير،إعطاء المساحة في العلاقات مع الاحترام المتبادل والحرية والأريحية دون الإحساس بالتحكم والسيطرة .
ويمكن القول ان العلاقة الصحية هي تلك التي يستطيع الشخص فيها أن يكون على طبيعته دون خوف أو قلق. أما ما يمكن وصفه بـ »العلاقات السامّة »، فهي تلك التي يشعر فيها أحد الطرفين أو كلاهما بالتهديد المستمر وعدم الأمان، حيث يميل أحدهما أو كلاهما إلى التملك والسيطرة والأنانية بشكل مباشر أو غير مباشر.
التحكم ناقوس الخطر في العلاقات
الإصرار الشديد من أحد الطرفين على السيطرة والتحكم بالعلاقة ، وبالطرف الآخر بشكل مباشر أو مُلتَف، يجب أن يدقّ ناقوس الخطر بالنسبة للطرف الآخر
وممكن أن تظهر السيطرة ، والتحكم وسط العلاقات السامة في هاته الإشارات :
التقليل من شأن الطرف الآخر بالاستهزاء والاستخفاف، و التنمر مما يُفقده الثقة بالنفس ويدفعه لعدم اتخاذ قرارات تخص العلاقة، فتتحقق السيطرة بشكل غير مباشر
الانفعال الزائد كالعصبية الشديدة ، أو الحزن الشديد عند الانتقاد أو مناقشة مواضيع تهم العلاقة، وهذا الطبع بشكل متكرر يدفع الطرف الآخر لعدم إبداء آرائه ، ووجهات نظره بما يخص العلاقة، تجنبا لردة الفعل القاسية من الطرف الآخر
توليد الشعور بالذنب لدى الطرف الآخر، وهذا شائع جدًا في العلاقات بين الأهل والأبناء، حيث قد يستغل الأهل شعور الأبناء بالذنب ، والتقصير لتحقيق أوامرهم ، والأخذ بآرائهم والسيطرة عليهم تحت مسميات كثيرة ، طاعة الوالدين ، وبندول التربية والسمع والطاعة ، فيعيش الآباء و اولادهم هذا الترهيب ، و تأنيب الضمير الذي يتحكم فيهم معا بشكل مباشر أو غير مباشر،
التخلي التام عن مسؤولية اتخاذ قرارات ، أو حتى المشاركة في اتخاذ أي قرار، وفي هذا تحميل للمسؤولية ووضعها بشكل كامل على عاتق الطرف الآخر، مما يولد لديه الشعور بالقلق المستمر، والحاجة إلى التخلي عن هذه المسؤولية. ولا شك أن العلاقات التي تتضمن إيذاءا جسديا ولفظيا هي بالتأكيد علاقات سامة
كيف تعرف أنك في علاقة سامة؟
علامات كثيرة تدل على أنك في علاقة سامة :
إذا كنت تقدّم أكثر مما تأخذ، وتشعر بأنك مستغَل
تشعر باستمرار بعدم احترام الطرف الآخر لك، وعدم الاستجابة لمطالبك
تشعر بتدني الثقة بالنفس داخل العلاقة
تشعر بأنك « غير مفهوم من الآخر »، وغير مدعوم أو تشعر بالتهديد بشكل مستمر
تشعر بانعدام الطاقة أو الغضب الشديد بشكل متكرر عند التواجد أو الحديث مع الطرف الآخر
لا تستطيع أن تأخذ حريتك ، وراحتك خلال وجودك مع الطرف الآخر، وقد يصبح همّك الأكبر تجنب المشاكل فقط
تبذل الكثير من الوقت والجهد في محاولة إسعاد الطرف الآخر دون جدوى
تشعر بأنك دائما مخطئ ومُلام دون سبب واضح، حتى لو كان الخطأ من الطرف الآخر، وتشعر بنهاية الحوار أن اللوم يقع عليك
هذه العلامات يتطلب الوعي بها ، والعمل عليها من كلا الطرفين، أما إذا كان أحد الطرفين رافضًا التعاون، فيجب على الآخر الاستعانة بمختص لوضع حدود واضحة وحازمة للعلاقة، والتخفيف تدريجيًا من سيطرة الطرف الآخر، للوصول إلى حل وسط مناسب للطرفين
الهدف من موضوع العلاقات السامة ، هو معرفة ما الذي يمنعنا من ادراك اننا في علاقات سامة ؟
في الأول تكون هذه العلاقات انعكاس ، خاصة بالنسبة للأرواح الجديدة ، أي أن الشخص الذي أمامك هو رسول ، رسالته لك هي العمل على تنظيف الجروح والصدمات المتعلقة بالطفل الداخلي ، او من الأسلاف ، أو حيوات سابقة
تصبح العلاقات سامة بعد سنوات من التنظيفات ، من ست سنوات إلى سبع سنوات مختلفة في الدروس ، والحكم ، وعمق الدروس على مستويات عديدة ، مع تطور الروح ومع تغيير القيم والمباديء ، تصبح العلاقة مؤذية وسامة أكثر ، والبقاء وسط هاته العلاقات يصبح تهديدا للأمن ، والأمان العاطفي ، العقلي ، الجسدي ، والنفسي والروحي وتكون هناك حدة في الأذية
إذ أن الروح تطالب حينها بقيمها ، و أنها تستحق ما أرقى وأسمى ، فيكون عمل الحدود والإطار واجب خاصة أن كل تلك التعاملات المؤذية ، ولو بسيطة ، لم تعد تتقبلها ولا تصبر عليها ، ويصبح إنهاء العلاقة أمر لازم ، ومهم لترتاح الروح ، وايضاً لترتقي في علاقات جديدة
لهذا لكي نحترم قيم روحنا في ملف العلاقات ، ضروري العمل على وضع الحدود
وقبل عمل الحدود مع الآخر يجب أن نعرف لماذا نضع الحدود ولمن؟
الحدود وضعت لنا قبل الآخر ، هي حدود للذات وليست حدودا للآخرين .
من بين الحدود مع الذات ، معرفة مدى قدرتي على التحمل ، وماذا الذي يصلح لي ، و ماذا أحتاج ، وماذا لا أحتاج ، معرفة القيم والمباديء ، مستوى طاقتي و مشاعري ، أن أحدد مبادئي ، و أخلاقي
هي فقط بعض النقط الذي يجب أن ننتبه لها أثناء العمل على الحدود مع الذات .
مجرد معرفة حدودي الذاتية ، وما يترتب على إيذائي ، أو ما لا أستطيع تحمله هو في حد ذاته بداية وضع الحدود مع الآخرين
أستطيع وضع الحدود مع الآخرين انطلاقا من حدودي الذاتية ، لأنني أضع مع ذاتي خطوطا حمراء لا تسمح روحي للآخر أن يتعداها
الحدود في حد ذاتها عميقة جدا ، هي بوابة لمعرفة الداخل أكثر وأكثر ، بمعرفة حدودنا ، نتعمق في معرفة من نحن؟
ولماذا نحن هنا؟ أين نحن في التنظيفات؟وفي تجربتنا الأرضية ؟وفي اللعبة الأرضية؟
بكل حب و نور
فريق التحرير أكاديمية النور مريم العازم
No Comments